أخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية

 تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بمستقبل حلف الناتو بدون أمريكا، وتربية الأطفال في العصر الرقمي بالإضافة إلى مخاوف الدول من شركات التكنلوجيا.

فمؤسسة “بروجيكت سينديكت” نشرت مقالًا بعنوان: “الناتو بدون أمريكا” بقلم الكاتب: “إيان بريمر” وهو عضو في اللجنة التنفيذية للهيئة الاستشارية رفيعة المستوى التابعة للأمم المتحدة.

 

ويرى الكاتب أن منظمة حلف شمال الأطلسي، وهي التحالف العسكري الأكثر نجاحا في التاريخ، أصبحت أقوى من أي وقت مضى.

وأشار إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية واسعة النطاق قد أكدت على هدف الناتو المستمر وقيمته، ومنذ ذلك الحين أضافت المنظمة عضوين جديدين وهما فنلندا والسويد.

وفيما يتعلق بالمستقبل، وضح الكاتب أن القادة الأوروبيين يدركون أن دونالد ترامب لديه فرصة قوية للفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر القادم، وأن عودة ترامب من شأنها أن تلقي بظلال من الشك على الالتزام الدائم من جانب المسهم الأساس في حلف شمال الأطلسي، جنبا إلى جنب مع مصداقية الضمانات الأمنية التي تجعل التحالف قويا للغاية.

ومن وجهة نظره فإن المخاوف التي أثارها الرئيس الأمريكي السابق تعد مشروعة.

وقال في هذا السياق: “قبل شهرين، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أنه للمرة الأولى منذ ولادة الحلف في عام 1949، سيتعين على الأعضاء الأوروبيين إنفاق ما لا يقل عن 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي الوطني على الدفاع.

وفي المقابل، لا يزال 13 من أعضاء الناتو البالغ عددهم 31 عضوًا لا يستوفون عتبة الـ 2%، وقد شكك ترامب مرة أخرى في موثوقيتهم كحلفاء. ويتساءل: إذا كانوا يخشون روسيا إلى هذا الحد، فلماذا لا يزالون غير راغبين في إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على أمنهم؟”.

وأضاف: ” أن جميع الزعماء الأوروبيين تقريبا يدركون الحاجة إلى إنفاق المزيد، كما أن تهكم ترامب الأخير بأن الروس يجب أن “يفعلوا ما يريدون” تجاه من لا ينفقون كثيرا (الذين هم بالطبع من بين الأبعد عن الحدود الروسية) جعل العديد من الأوروبيين يتساءلون. ماذا قد تعني رئاسة ترامب الثانية بالنسبة لهم. فهل يمكن لحلف شمال الأطلسي أن يستمر في الوجود من دون التزام أمريكي واضح وذي مصداقية؟”.

ولفت الكاتب إلى أنه خلال الاحتفالات التي أقيمت في وقت سابق من هذا الشهر للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين للتحالف، اقترح ستولتنبرغ إنشاء صندوق مدته خمس سنوات بقيمة 100 مليار يورو (107 مليارات دولار أمريكي) لأوكرانيا، والذي لن يعتمد على نتيجة الانتخابات الأمريكية في عام 2024.

ولكن بعيداً عن السياسة المتعلقة بأوكرانيا، فإن المخاوف الأوروبية بشأن عدم استعدادهم دفعت أيضا رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى الدعوة إلى تعيين مفوض دفاع أوروبي.

وفي هذا الجانب، تساءل الكاتب: إذا كان بإمكانهم تحقيق كل ذلك، فلماذا لا يستطيعون حماية الأمن الأوروبي من ترامب من خلال إنشاء سياسة صناعية دفاعية أوروبية مستقلة ومنسقة بقوة، بدعم من ميزانية الاتحاد الأوروبي والسوق الموحدة؟

من جانبها، نشرت صحيفة “بانكوك بوست” التايلاندية مقالًا بعنوان: “تربية الأطفال في العصر الرقمي” بقلم الكاتب: “ماريانو ميغيل كاريرا”.

استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن هناك قصورا ملحوظا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين يتعلق بكيفية تربية الأطفال باستخدام التكنولوجيا التي تسبب الإدمان، وهو ما يستدعي إعداد دليل شامل في هذا الشأن.

ووضح أن التربية هي سلسلة من النجاحات والإخفاقات ذات نتائج غير مؤكدة، لذلك فإن الحضور البدني والعقلي مهمان خصوصا في وقت تقوم فيه التكنولوجيا في تقميش وتهميش حضور الوالدين في هذه العملية التربوية.

ويرى الكاتب أن العديد من أولياء الأمور يقومون، ربما بنية حسنة، بتهميش المهام المطلوبة لتنمية وتربية أفراد مسؤولين ومسهمين في المجتمع من خلال الاضطلاع بواجباتهم تجاه التكنولوجيا وتأثيراتها على النشء. وبهذا فإنه من المهم تعليم الآباء والأمهات المهارات الضرورية ليصبحوا أفضل في تربية أبنائهم.

وعند النظر للمسألة من جهة تاريخية فقد أشار الكاتب إلى حدوث تغيرات مستمرة في هيكل الأسرة التي تغيرت من كونها مجموعات مجتمعية ممتدة إلى أسر نووية ومختلطة، وهو ما يعني أن الدعم الذي يحصل عليه أحد الأبناء في النماذج السابقة لم يعد موجودا بنفس الدرجة في الأسر الحديثة، وهذا بدوره يزيد من المشاكل التي يعاني منها الأبناء والتي كان من الممكن معالجتها في المنزل عوضاً عن الفصول الدراسية.

وأكد على أهمية تمكين الآباء والأمهات على الوصول إلى الموارد المختلفة وتوفير الدعم الضروري الذي يمكن تقديمه لأبنائهم، بالإضافة لزيادة فعالية مهارات التواصل وتصحيح الأخطاء.

وحذر من أن الهواتف المحمولة أصبحت تحل محل البشر في رعاية الأطفال، مسببة بذلك انحرافات ناتجة عن الحمل الزائد للمعلومات التي تجعل عددًا كبيرا من الشباب يضرون أنفسهم دون دراية.

ونوه الكاتب إلى أهمية أن يقوم الآباء والامهات بتشجيع أبنائهم على ممارسة نشاط المشي في الهواء الطلق لما لذلك من فوائد على سلامة الفرد الجسدية والعقلية.

واستطرد الكاتب القول إن البيئات “المعقمة” على حد وصفه، التي يتم فيها إبعاد الأطفال عن الجراثيم أو المخاطر بشكل مبالغ فيه، تقوم بتأخير النمو البدني للأطفال، وفي الوقت ذاته يسهم في ضعف الروابط الاجتماعية في زيادة موجة مشاكل الصحة العقلية التي يواجهها الشباب.

وفي ختام مقاله أكد الكاتب على أن العصر الحالي ومشاكله التي تؤثر على تربية الشباب تتطلب تنمية حضور الوالدين في العملية التربوية ويجب استخدام التكنولوجيا لتوسيع نطاق تطور البشرية باستغلال هذه التكنولوجيا بشكل مناسب عوض عن الأضرار بتربية الأجيال القادمة، وهذا بدوره يعني أن الآباء والأمهات عليهم تعلم كيفية التحكم في استخدام الأبناء لهذه التقنيات عوضا عن تجاهلها، بالإضافة لزيادة التواصل والأنشطة العائلية مع أبنائهم.

من جانب آخر، تحدث الكاتب: “سيمانور يونت” وهو طالب ماجستير في القانون في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية في مقاله الذي نشرته صحيفة “ديلي صباح” التركية، عن قلق الدول من التكنولوجيات الكبيرة.

 

ووضح في بداية مقاله أن الحكومات وصناع السياسات يشعرون بقلق عميق بسبب القوة المزدهرة لشركات التكنولوجيا الكبرى حيث أصبحوا بين المطرقة والسندان.

فمن ناحية، تتمتع شركات التكنولوجيا الكبرى بنفوذ على المجال العام. ومن ناحية أخرى، يجب على صناع السياسات أن يظهروا أنهم حراس المصلحة العامة وليسوا أدوات في أيدي عمالقة التكنولوجيا.

ومع ذلك، يرى الكاتب أنه يجب على المشرعين إدارة هذا التوازن بعقلانية وتجنب التصرفات المتهورة أو الدعاوى القضائية غير الواقعية التي يمكن أن تضرّ أكثر مما تنفع.

وفي هذا السياق، أشار إلى أن وزارة العدل الأمريكية رفعت أخيرا دعوى قضائية لمكافحة الاحتكار ضد شركة آبل بتهمة “احتكار أو محاولة احتكار أسواق الهواتف الذكية” من خلال تقييد الوصول بشكل غير قانوني إلى أجهزتها وبرامجها.

وبين الكاتب أن شركة آبل ليست الهدف الأول والوحيد لوزارة العدل الأمريكية، حيث إنه في عام 2023، رفعت وزارة العدل دعوى قضائية ضد شركة جوجل لاحتكارها تقنيات الإعلان الرقمي.

وأضاف: “وبالمثل، أصدرت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية شكاوى ضد شركات مايكروسوفت وأمازون وميتا، الشركة الأم لفيسبوك. وفي عام 2023، رفعت لجنة التجارة الفيدرالية دعوى قضائية ضد أمازون بسبب احتكارها بشكل غير قانوني.

وفي عام 2022، سعت شكوى لجنة التجارة الفيدرالية ضد مايكروسوفت إلى منع استحواذ مايكروسوفت على امتيازات الألعاب الخاصة بها”.

وأكد الكاتب على أن أوروبا ليست بمنأى عن مثل هذه الأحداث. ففي الأسبوع الماضي، فتحت المفوضية الأوروبية “تحقيقات في عدم الامتثال بموجب قانون الأسواق الرقمية في قواعد شركة “ألفابت” بشأن التوجيه في متجر جوجل بلاي والتفضيل الذاتي على بحث جوجل، وقواعد آبل بشأن التوجيه في متجر آبل وشاشة الاختيار لمتصفح سفاري.

وأضاف أنه في الاتحاد الأوروبي، واجهت شركات التكنولوجيا الكبرى أيضًا العديد من الدعاوى القضائية حتى الآن، ولكن على عكس الولايات المتحدة، تميل هذه القضايا إلى التسبب في مخاوف تتعلق بالمنافسة وخصوصية البيانات.

ومن وجهة نظر الكاتب فإنه يتعين على الحكومات أن تكون ذكية واستراتيجية، وبدلا من الاستسلام للخوف وعدم اليقين، يستطيع صناع السياسات أن يتبنوا طرقا أكثر استراتيجية لحماية المنافسة والمستهلكين.

ويشمل ذلك- بحسب الكاتب- تعزيز الابتكار من خلال دعم الشركات الصغيرة وإقامة تعاون أوثق مع شركات التكنولوجيا الكبرى. وبهذه الطريقة، تستطيع الدول إدارة نفوذها بفعالية مع رعاية بيئة رقمية عادلة وتنافسية.

وأكد في ختام مقاله على أن الوقت قد حان لكي تتخلى الدول وصناع السياسات عن التصرفات المتهورة المدفوعة بالخوف وتبني عملية صنع القرار العقلاني والاستراتيجي.

المصدر : الانباء العمانية

إغلاق