أخبارشؤون دينية
عبدالله السعدي: بدأت الحفظ وعمري 8 سنوات
عبدالله السعدي من أسباب النسيان الحفظ السريع لكتاب الله –
يجب إبعاد الناشئة بقدر المستطاع عن الملهيات وأن يربوهم على حفظ كتاب الله وفهمه –
حفظة القرآن هم أهل الله وخاصته، اختارهم الله من بين الخلق لكي تكون صدورهم أوعية لكلامه العزيز، بفضله وتوفيقه، فتلك بركة أسبغها الله على حيواتهم، نالوها ثمرة لجهدهم في تدارس القرآن وحفظه، فبذلوا أوقاتهم رغبة منهم في حصولهم على هذا الوسام الرباني، فنالوا ما كانوا يرجون، كيف بدأت رحلتهم في الطريق المبين؟ ومَن أعانهم على سلوكه؟ وما العقبات التي ذللها الله لهم لاجتيازهم هذا الدرب؟ وما قصص الشغف التي رافقتهم في هذا الطريق القويم؟ وما آمالهم وطموحاتهم المستقبلية التي يطمحون إلى تحقيقها؟…
كل ذلك وغيره نستعرضه في هذا الحوار مع الحافظ لكتاب الله «عبدالله بن سالم السعدي»
يحدثنا عبدالله السعدي عن بداية رحلته في حفظ القرآن الكريم، وكيف كان للعائلة دور كبير في تعليمه وتحفيظه كتاب الله، فقد بدأ في مرحلة مبكرة منذ أن كان عمره 8 سنوات وهو في الصف الثاني الابتدائي، حيث كان والداه يحفظانه الكتاب العزيز، كما أنه حفظ أيضا على يد عمته، وكذلك كانت بيئة المدرسة محفزة للحفظ، فقد كان المعلمون في المدرسة يشجعوننا على حفظ كتاب الله، ويعملون مسابقات على مستوى المدرسة، فيقول: كل سنة كنت أشارك في مسابقات لتحفيظ القرآن على مستوى المدارس، ولله الحمد حصدت المركز الأول على مستوى مدارس السلطنة ٣ مرات في الصف الثالث والصف السادس والصف التاسع، كما أن للمجتمع دورا في حفظ السعدي للقرآن الكريم فقد شارك في المراكز الصيفية التي تعنى بحفظ القرآن، وتعلم على يد معلمين متقنين في علوم القرآن وتجويده.
يقول السعدي زادني القرآن الكريم تفوقا وفهما وكان معينا لي أيام الدراسة، وحتى الآن أجده ييسر الكثير من الأمور المتعلقة بعملي، وما زلت ألازم مراجعتي للحفظ.
والتحديات التي واجهتني في مسيرة حفظي للكتاب العزيز كانت تتمثل في بداية مسيرتي في الحفظ، فقد كانت تأتي المسابقات في أوقات اليوم الدراسي في المدرسة، ولكن استطعت تخطي هذا التحدي من خلال موازنتي بين المشاركة في المسابقات القرآنية، وبين حضوري للحصص التعليمية.
من خلال تجربته الذاتية، تجسدت البركة التي تركها القرآن في حياته، وهي صفة غالبة على أهل القرآن وحفظته، فتجد البركة في الحياة والأعمال والأرزاق بسبب تعلم القرآن وتعليمه.
وحول قدرات الراغبين في حفظ كتاب الله يقول: لكل شخص قدرة خاصة به في الحفظ فعلى الحافظ أن يعرف إمكاناته وما يمتلكه من مهارات تعينه في الحفظ.
وعن ما يعانيه البعض من سرعة نسيانه لما حفظه من القرآن الكريم، والطرق التي طبقها والتي تعين على رسوخ الحفظ وعدم النسيان أجاب السعدي: إن أسباب النسيان كثيرة، منها الحفظ السريع الذي ليس له جدوى لكثير من الحفاظ لأن حفظ القرآن يحتاج إلى تركيز أكبر لربط الآيات مع بعضها، خاصة أنه في بعض السور آيات تتكرر وتتشابه.
فيحتاج الحافظ لأن يركز في تحفيظه ويتمعن فيما يحفظ كثيرا لكي لا ينسى، وأكد أنه يجب على الحافظ أن يجعل له وردا يوميا لمراجعة القرآن لكي يترسخ في الذاكرة ولا ينساه الحافظ.
وأما عن الآية التي تتردد في ذهنه دائما ويجد نفسه يتلفظ بها دون أن يشعر فيقول: الآية التي تتردد في ذهني «وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ».
أما الطرق والأساليب الحديثة التي ممكن اتباعها في ربط الناشئة بالقرآن الكريم فأوضح السعدي أنه على الأبوين أن يتقيا الله وأن يستثمرا أوقات أبنائهم لحفظ كتاب الله، لأنه النافع لهم في الدنيا والآخرة، ويجب إبعاد الناشئة بقدر المستطاع عن الملهيات وأن يربوهم على حفظ كتاب الله وفهمه.
وشارك السعدي في مجموعة من المسابقات القرآنية منها مسابقة السلطان قابوس، ومسابقة المرشدي- رحمه الله-، ومسابقة الشافعين، ومسابقة أجمل صوت في دولة الإمارات العربية المتحدة مبينا أن المسابقات من أفضل الطرق لترسيخ الحفظ ولتطوير التجويد.
وعن طرق الاستعداد للمشاركة في مسابقات حفظ القرآن الكريم، يقول: ينبغي الإكثار من المشاركة في المسابقات الصغيرة التي لها دور وأثر كبير في نفس الحافظ من أجل تأهله في الدخول لمسابقات دولية كبرى، ويجب أن يستعد الحافظ قبل المسابقات بمدة لا تقل عن شهرين.
وحول المشاريع التي يطمح إلى تحقيقها وتخص كتاب الله يقول: نسعى إلى أن نكون من الماهرين في تعليم القرآن للأجيال القادمة.
المصدر : جريدة عمان