أخبار

عُمانيات يتقن مهنة خياطة الملابس النسائية بجدارة وامتياز

لم تقف الظروف ولا التحديات الصعبة عقبة في طريق الزينة بنت حمد بن محمد الإسماعيلية ومنى بنت خميس بن طوير المنذرية وهن يتلمّسن أولى خطوات مشاريع النجاح بعد أن اجتزن دورة في خياطة الملابس النسائية في حاضنات سند عام 2011 حيث كان إصرارهن على الاستقلالية وبدء مشاريعهن الطموحة إذ افتتحت كلُ منهن محلها الخاص بخياطة الملابس النسائية وبدأن في تلقي الطلبات والتعامل مع أقرانهن من النساء ليثبتهن وجودهن رغم كمية التحديات في مرحلة البداية ويتوسع مشروع كل منهن ليصبح مشغلاً للخياطة والتطريز ويكتسب شهرة داخل الولاية وخارجها بل امتد إلى خارج محافظة الداخلية.

ولمعرفة المزيد عن تحدي المشروعين والوقوف على مراحل التطوّر كان لا بد من زيارة المشغلين والحديث عن مرحلة البدايات وفكرة المشروع والطموحات

بداية متشابهة

تقول الزينة منذ الصغر أعشق الخياطة واستطعت إتقان بعض المهارات من عمتي التي مهّدت الطريق لي وأخذت بيدي بعد أن لمست لدي حب التعلّم والشغف إذ كانت هي من تخيط الملابس للنساء في المنزل ولديها ماكينة خياطة وبدأت في التعرّف على طرق التطريز والقياس وغيرها وفي عام 2011 كان نقلة نوعية إذ تم تعمين مهنة خياطة الملابس النسائية في نزوى صاحبها تخريج مجموعة من المتدربات من حاضنة سند ذلك الوقت فقمت بافتتاح أول محل لخياطة الملابس وطبعاً كان الأمر صعبا كون الزبائن من النساء لم يعتدن على رؤية عمانية تأخذ القياسات وتقوم بالخياطة”. وأضافت تعلّمت الخياطة في المنزل عن طريق والدتي ودرّبتني كثيراً ومع بدء مشروع حاضنات سند كنت من أوائل الملتحقات بها حيث تعرّفت خلال فترة الدورة التي استمرت ستة أشهر على مهنة الخياطة والتفصيل والتطريز وفور انتهائي من الدورة قمت بافتتاح محل خاص لي وواجهت بعض التحديات لكن الأمور سارت نحو الأفضل وبدأت في تحقيق النجاح واكتسبت ثقة زبوناتي وتوسّعت أعمالي”.

تحدي الصعاب

أوضحت الزينة الإسماعيلية أن من أبرز العقبات هي اقتناع الفتيات العمانيات بقدراتنا في مجال الخياطة حيث كان هناك تردد من الإقدام على التعامل معنا لكون التجربة غير معهودة وكان التعامل سابقاً مع الوافدين ولكن تدريجياً بدأنا في كسب الثقة من خلال الحرص على تقديم أجود الخدمات والالتزام بمواعيد التسليم وأخذ القياسات المضبوطة والتواصل مع الزبونة لاطلاعها على أي مستجد أو تعديل الأمر الذي فتح جسر من الثقة بيننا وبين الفتيات.

وأضافت منى المنذرية: “كان التحدي هو الاستمرارية وقدرتنا على الوفاء بما يطلب منا حيث إن الكثير من التجارب المشابهة لم يكتب لها الاستمرارية لعدة أسباب، والفتاة العمانية قادرة على العطاء لكن أحياناً الظروف لا تخدمها ومجال الخياطة أحد هذه المجالات، حيث إن الالتزام في محلات الخياطة يحتاج الكثير من التضحيات إذ إن الزبونة تتعامل مع خياطة واحدة في أخذ المقاسات والتطريز والموديل وحدث أن كثيراً من الفتيات تركن العمل لعدم قدرتهن على التكيّف مع متطلباته من ناحية الالتزام بالوقت والصبر على ضغط العمل في المناسبات وأوقات الذروة في العمل كذلك الصبر على طلبات الزبائن وأذواقهن والأوامر التغييرية وكل هذه الأشياء يجب أن تؤخذ في الحسبان عند الدخول في مشروع خياطة”.

وقالت الزينة: ” بالنسبة لي بدأت بخياطة الملابس العمانية التقليدية بعد ذلك بدأت في خياطة الفساتين ثم التطريز وفساتين الفتيات وحالياً بدأت في تفصيل ملابس الأطقم الطبية والكوادر التمريضية وملابس طالبات الكليات الصحية، بالإضافة إلى ملابس طلبة وطالبات ما قبل المدرسة كالروضات ودور الحضانة؛ أما منى فإنها انطلقت بخياطة الملابس النسائية بدون تطريز ثم بدأت في إدخال التطريز وتتقن خياطة الملابس الخاصة بكوادر التمريض والملابس الكشفية والإرشادية وكوادر العيادات والمستشفيات الخاصة.” وتمتلك الزينة ماكينة خاصة لطباعة الشعارات في الملابس عن طريق الحياكة إذ يتم إدخال الشعار في الحاسوب ثم تبدأ طباعته بالخيوط في القميص أو المعاطف الطبية، وربما نحن نتميّز بهذا المنتج إذ من الممكن أن نقوم بطباعة الشعارات القماشية وفق الطلب أو الحاجة للمؤسسة أو الشركة.

آفاق التطوير

قالت الزينة: “أتمنى دخول العمانيات ضمن مشروعي حيث حاولت تشجيع بعض قريباتي للدخول في هذه المهنة وآمل أن أكون قائدة لفريق ماهر من الخياطات، ومن ضمن طموحاتي توسيع المشغل الخاص بي وإدخال آلات جديدة أو فتح فرع آخر في منطقة حيوية بولاية نزوى”

من جهتها قالت منى: ” الحمد لله المعمل الخاص بي يلقى رواجاً وإقبالاً وأنا أسير في هذا الاتجاه بخطوات مدروسة وحالياً لدي مجموعة من التشكيلات لكن الطموح لا يتوقّف وهو مرهون بمدى توفر الإمكانيات وتحسّن الظروف ولا يخفى على الجميع هناك الكثير من الصعوبات التي تعترض طريقنا الآن نحاول جاهدين تخطيها والتغلّب عليها”.

عقبات وحلول

وتحدثن عن أبرز العقبات والصعوبات وهي منافسة الخياطين الذكور من العمالة غير العمانية حيث يقومون بالتلاعب بالأسعار رغم أن أسعارنا تنافسية ولا يوجد فرق يذكر لكن نتفاجأ بين فترة وأخرى أن سعر تفصيل الفستان العادي لديهم مثلاً ينخفض بمقدار نصف ريال، ونحتاج إلى دعم وزارة العمل فيما يخص استخراج تصاريح للعمالة غير العمانية حيث نحن لا نجد العدد الكافي من العمانيات ونضطر للاستعانة بأصحاب المهن من خارج سلطنة عمان.

 

إغلاق