بدأت اليوم فعاليات مُلتقى “معًا نتقدم” في نسخته الثانية، الذي تُنظمه الأمانة العامة لمجلس الوزراء تحت رعاية صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب؛ بهدف التواصل والتفاعل بين الحكومة والمجتمع لتعزيز الثقة والشراكة.
كما يهدف الملتقى الذي أقيم بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض ويستمر يومين، إلى الاطلاع على السياسات والبرامج التنموية والمبادرات الحكومية، وإتاحة الفرصة للمواطنين للتعبير عن آرائهم واقتراحاتهم، ومشاركة اهتماماتهم وتحدياتهم مع المسؤولين في بيئة تشاركية.
وقال معالي الشيخ الفضل بن محمد الحارثي الأمين العام لمجلس الوزراء في كلمة له: إن ملتقى “معًا نتقدم” في نسخته الثانية، يأتي تجسيدًا للنهج السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – بأهمية تعزيز التواصل بين الحكومة والمجتمع وإكمالا لتعزيز مبدأ المشاركة المجتمعية.
وأضاف معالي الشيخ: إن الأمانة العامة لمجلس الوزراء طرحت استبانة عبر رابط إلكتروني لإتاحة الفرصة للجمهور لاختيار محور من بين ثلاثة محاور مقترحة، وشارك خلاله (٤٦٦٤) شخصاً في التصويت، وقد حاز محور الإنسان والمجتمع على أكبر نسبة من الأصوات بـ (٢٢٤٨) صوتاً.
وبيّن معاليه أن سوق العمل والتشغيل جاء أعلى الموضوعات طلباً بـ (٧٥٦) صوتاً من قبل المجتمع كمحور آخر من غير المحاور المعروضة، ولذلك تم التوسع في هذه النسخة من الملتقى لتقام على مدار يومين، ومضاعفة عدد المدعوين للحضور ليصلوا إلى أكثر من (۱۲۰۰) مشارك.
وأشار معاليه إلى أن عدد المسجلين عبر المنصة الإلكترونية الخاصة بالملتقى بلغ (٥٣١٤) شخصاً، وقد اعتمد في الفرز منهجية تعكس بشكل أساسي نسب توزيع المواطنين في المحافظات، من حيث الفئات العمرية والحالة العملية والمؤهلات العلمية.
وأوضح معاليه أن الملتقى سيتناول الموضوعات المتعلقة بقطاع التعليم بشقيه المدرسي والعالي، إضافة إلى استعراض موضوع القطاع الصحي، ومنظومة الحماية الاجتماعية، وقطاع التنمية الاجتماعية، فيما سيخصص يوم غد /الاثنين/ لعقد ثلاث حلقات حوارية لمناقشة محاور: سوق العمل والتشغيل، وتنمية قطاع الشباب، والإعلام والهوية الوطنية.
وأضاف معاليه أنه سيصاحب فعاليات الملتقى إقامة معرض خاص لرؤية “عُمان 2040″، والبرامج الوطنية المعنية بالتحول الرقمي الحكومي، والتنويع الاقتصادي، والتشغيل، والاستثمار وتنمية الصادرات، والحياد الصفري، بهدف التعريف بها وبخططها ودورها المأمول لتحقيق مستهدفاتها، بالإضافة إلى تخصيص ركن لمنظومة الحماية الاجتماعية.
وختم معالي الشيخ الأمين العام لمجلس الوزراء كلمته قائلا: أُطلقت مبادرة “صناع الأفكار” ضمن محوري ” تعزيز الهوية الوطنية والانتماء” و “أدوات التواصل بين الحكومة والمجتمع”، وقد شهدت المنصة الإلكترونية استقبال (٤٦١) فكرة مقدمة من (۱۳۰۰) مشارك ضمن الفرق المسجلة، وقد تم اختيار لجنة تحكيم محايدة مكونة من ذوي الاختصاص لتتولى تقييم الأفكار، وقد اجتازت (٢٦٨) فكرة التصفيات الأولية ، ليتم بعد ذلك ترشيح (٥) أفكار واعدة في كل محور، وستطوِّر الفرق المتأهلة تلك الأفكار وفق المعايير الموضوعة من اللجنة، وسيعلن صباح غد /الاثنين/ عن الأفكار الفائزة.
من جانبها، قدمت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم في النسخة الثانية من ملتقى “معًا نتقدم” عرضا مرئيا عن التعليم المدرسي وآفاق تطويره في سلطنة عُمان وفق رؤية “عمان 2040” .
وقالت معاليها: إن الأهداف الاستراتيجية للأولوية الوطنية الخاصة بالتعليم تتضمن نظامًا تعليميًّا يتسم بالجودة العالية والشراكة المجتمعية، ونظامًا ممكنًا للقدرات البشرية، إضافة إلى نظام متكامل ومستقل وكفاءات وطنية ذات قدرات ومهارات ديناميكية منافسة محلية وعالمية.
وأشارت معاليها إلى أن عدد المعلمين في المدارس الحكومية بلغ ٦٠ ألفًا و٦١٨ معلما، بنسبة تعمين تصل إلى ٨٨ بالمائة، وبلغ عدد المعلمين في المدارس الخاصة ١٤ ألفًا و١٥٢، فيما بلغ عدد المعلمين في المدارس الأجنبية 3 آلاف و11، مبينة أن إنشاء المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين يهدف إلى إيجاد مرجعية للمعلمين تعنى بتدريبهم وتقديم الدعم والمساندة لهم.
من جهتها قالت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، في كلمتها بملتقى “معًا نتقدم”: إن التعليم العالي في سلطنة عمان يهدف إلى بناء القدرات والكفاءات المنافسة عبر الارتقاء بجودة التعليم الجامعي ورفد سوق العمل بالكفاءات العلمية المطلوبة وتعزيز رأس المال البشري والفكري.
وأضافت معاليها إن استراتيجية الوزارة في قطاع التعليم العالي تسعى إلى مواءمة البرامج والمسارات الأكاديمية مع متطلبات سوق العمل، وفي قطاع البحث العلمي والابتكار تسعى إلى تحقيق التميز البحثي المؤدي إلى التأثير الاقتصادي والاجتماعي المنشود، وفي قطاع التعليم والتدريب المهني تسعى إلى تعزيز الشراكة والتطوير المستمر لبرامج التعليم والتدريب المهني لتتوافق مع المعايير الوطنية والدولية.
من جانبه قال معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة: إن الاستراتيجي للقطاع الصحي في سلطنة عمان تتضمن مجتمعًا يتمتع بصحة مستدامة ونظامًا صحيًّا يتسم بالامركزية وأنظمة وخدمات طبية تقنية وكوادر وقدرات وطنية مؤهلة ورائدة ومصادر تمويل متنوعة ومستدامة للنظام الصحي.
وقال معاليه: إن البرامج الاستراتيجية للخطة الخمسية العاشرة للقطاع الصحي تتضمن التغطية الصحية الشاملة وحوكمة وإعادة هيكلة قطاع الصحة ومنظومة تخطيط وتمويل أكثر كفاءة وتتصف بالاستدامة وتنمية للموارد البشرية واستدامة توافر المنتجات والمعدات الطبية والصيدلانية.
ولفت معالي الدكتور وزير الصحة إلى أن نسبة التعمين لجميع الفئات في الوزارة بلغت ٧١ بالمائة بنهاية عام 2022 م، فقد بلغت نسبة تعمين أطباء الأسنان ٩٦ بالمائة، فيما بلغت نسبت التعمين في الصيادلة ومساعدي الصيادلة ٩٥ بالمائة.
من جانب آخر، أوضحت معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية أن أبرز قطاعات الوزارة المرتبطة بأولوية الرفاه والحماية الاجتماعية في رؤية “عمان 2040” تتمثل في الرعاية الاجتماعية وتنمية الأسرة والمجتمع وخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة والعمل الأهلي ومؤسسات المجتمع المدني والمسؤولية الاجتماعية.
وبيّنت معاليها في ملتقى “معا نتقدم” في نسخته الثانية أن الوزارة تعمل على تجويد الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال مراكز التأهيل ومختبر تطوير خدمات الأشخاص ذوي الإعاقة، وتتضمن تسهيل بيئة الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من الدمج الشامل في المجتمع.
وأشارت معاليها إلى أن تمكين كبار السن يتم من خلال تقديم الأجهزة والمعينات، وتوفير الأسرة البديلة، والتوعية المجتمعية، وإدماج كبار السن والبرامج الترفيهية والتوجيه والتدريب المهني والتعليم والثقافة والرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية.
وقالت معاليها: إن إطلاق منصة “جود” الخيرية تأتي لتنظيم العمل الخيري والعمليات الخاصة بجمع المال من الجمهور وتعزيز دور الجمعيات والفرق الخيرية لبذل المزيد من الأعمال الخيرية بشكل أكثر تنظيما ودقة.
ومن جانب آخر أوضح معالي ناصر بن خميس الجشمي رئيس جهاز الضرائب ورئيس مجلس إدارة صندوق الحماية الاجتماعية خلال النسخة الثانية منملتقى “معًانتقدم”، أن التوجه الاستراتيجي لمنظومة الحماية الاجتماعية يأتي على ثلاثة محاور: مجتمع إنسان مبدع، والرفاه والحماية الاجتماعية، وحياة كريمة مستدامة للجميع.
وقال معاليه: إن تصميم المنظومة جاء لإيجاد منافع الحماية الاجتماعية وفروع التأمين الاجتماعي وبرامج الادخار والبرامج التكميلية .
وأضاف معاليه: أن منافع الحماية الاجتماعية للمنظومة تراعي الطفولة وكبار السن والأرامل والأيتام والأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى دعم دخل الأسر.
وأشار معاليه إلى أن إجمالي عدد المنتفعين بمنافع الحماية الاجتماعية بلغ مليونا و٣٩١ ألفا و٦١ منتفعًا حتى يناير ٢٠٢٤ م، وجاءت منفعة الطفولة الأعلى بتسجيلها مليونا و١٤٤ ألفا و٢٩٣ منتفعا .
وفي سياق متصل أكدت سعادة الدكتورة جوخة بنت عبد الله الشكيلية الرئيسة التنفيذية للهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، أن الهيئة عملت على بناء نظام تعليمي يتسم بالجودة العالية والشراكة المجتمعية وتقويم أداء المدارس وتعزيز كفاءتها.
وأفادت بأن الهيئة قطعت خطوات مهمة في النظام الوطني للاعتماد المؤسسي والنظام الوطني لاعتماد البرنامج الأكاديمي وسياسة الاعتراف بالهيئات الدولية في مجال ضمان الجودة الخارجية ونظام تدقيق البرامج التأسيسية العامة، موضحة أن الإطار الوطني للمؤهلات مرجع وطني وذو أهمية بالغة في معرفة مستوى المؤهلات المطروحة في سلطنة عمان، ويسهل عمليات الاعتراف بالمؤهلات الوطنية ومقارناتها مع المؤهلات الدولية.
ويصاحب أعمال الملتقى مبادرة ” صناع الأفكار ” الهادفة إلى مشاركة المواطنين وتشجيع الابتكار والتفكير الإبداعي لإيجاد حلول مبتكرة في محوري الهوية الوطنية والانتماء والتواصل بين الحكومة والمجتمع.
وتسعى المبادرة إلى إتاحة الفرصة للشباب المبدعين المشاركين بأفكارهم الإبداعية وتبنّي أفكار الشباب لتحقيق التطلعات المستقبلية لرؤية “عمان 2040″، إضافة إلى تعزيز الثقة المتبادلة بين الحكومة و المجتمع.
المصدر : انباء العمانية