أخبار
د نادية العجمية: صعوبة تحديد الموهوبين وعلى الأسر تشجيع الاستقلالية والخيال
يعد اضطراب طيف التوحد اضطرابا نمائيا عصبيا ويؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي واللفظي وغير اللفظي، ويتميز بظهور الأنماط السلوكية والاهتمامات والأنشطة، المحدودة والتكرارية والنمطية وتظهر الأعراض خلال فترة الطفولة الممتدة حتى عمر 8 سنوات.
وقالت الدكتورة نادية بنت علي العجمية مديرة المركز الوطني للتوحد: يمكن معرفة الطلبة الذين لديهم قدرات خاصة تميزهم عن غيرهم وفي الوقت نفسه يعانون من اضطراب طيف التوحد الذي يحول دون ظهور وتطور الموهبة والذين يحصلون على درجة مقياس تحديد المؤشرات السلوكية تنبئ بوجود مؤشرات موهبة لديهم، موضحة أن مصطلح متلازمة الموهبة يشير إلى التعبير عن هؤلاء الأفراد الذين يظهرون مهارات أو قدرات متميزة مع وجود خلفية متدنية في المهارات الاجتماعية والتواصلية وتظهر تلك القدرات في مجالات أبرزها الموسيقى والرسم والفن والذاكرة والحساب.
مؤشر إحصائيات
كشفت الدكتورة نادية العجمية أن نسبة اضطراب طيف التوحد في سلطنة عُمان ما يقارب من 20 حالة توحد لكل 10 آلاف طفل، ولا توجد إحصائيات رسمية دقيقة لإعداد التوحدي الموهوب ولكن هناك مؤشرات تدل على أن نسبة هؤلاء الأشخاص حوالي 10% من إجمالي الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد أي واحد لكل عشرة أشخاص ممن لديهم أعراض طيف التوحد ويمتلكون مهارات خاصة وتكمن الصعوبة الحقيقة في الوصول اليهم وتحديدهم وتشخيصهم والتعرف عليهم كما تؤثر الحالة على الذكور أكثر من الإناث بنسبة 6 إلى 1.
تشخيص الموهبة
وأفادت عن وجود أدوات تشخيص الموهوبين من حالات اضطراب طيف التوحد والتي تعد قليلة جدا ويعد البروفايل أداة مناسبة لقياس أداء الطفل فهي من الأكثر الأدوات موضوعية فهي لا تقتصر فائدتها على التشخيص ولكنها تعطي صورة متكاملة عن مستويات النمو والسلوكيات اللاتكيفية حيث توفر معلومات عن القدرات الوظيفية النمائية وتساعد في تحديد المجالات التي يمكن لهذه القدرات أن تؤثر فيها.
تطرقت الدكتورة نادية: إلى أن البروفايل النفسي يعتبر من مجموعة الدرجات الخام التي يحصل عليها الفرد على الاختبارات الفرعية للمقاييس في نمط كلي بشكل بياني يمثل توزيع الدرجات التي يحصل عليها الفرد مما يترتب عليه معرفة مدى التشتت في الأداء والتواصل إلى نمط محدد من القدرات الخاصة للفرد من خلال أدائه على المقياس والذي يؤدي بدوره إلى التواصل مع بعض الدلالات الكيفية.
الخصائص المشتركة
بينت الدكتورة نادية عن وجود خصائص مشتركة بين الموهبة واضطراب طيف التوحد، ومن علامات الموهبة لدى الجمعية الوطنية للأطفال الموهوبين و معهد ديفيدسون تظهر من خلال الحماس للاهتمامات الفريدة من نوعها وصعوبة التواصل مع أقرانهم من نفس العمر والتوقعات العالية من الذات مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الشعور بالإحباط و اتباع القواعد الصارمة في وقت اللعب بالإضافة إلى ظهور مشاكل في الأداء التنفيذي وحساسية حسية أكبر ومندفع ومتحمس ومفعم بالحيوية.
فيما يتعلق بعلامات اضطراب طيف التوحد من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) فتظهر الخصائص الموهبة من خلال الاهتمامات لدرجة الهوس، كما تظهر لديهم مشكلة في التعامل مع الآخرين أو ليس لديهم اهتمام بالآخرين على الإطلاق، ووجود صعوبة في فهم مشاعر الآخرين أو التحدث عن مشاعرهم، وعدم لعب الطفل بألعاب تفاعلية ويواجه صعوبة في التكيف في تغير الروتين كما توجد لديه ردود أفعال غير عادية تجاه رائحة الأشياء أو طعمها أو شكلها، ويتصرف بسلوك مفرط ومتهور.
دور الأسرة
ذكرت الدكتورة أن للأسرة دورًا في الكشف عن الموهوب من اضطراب طيف التوحد كونها مصدرا صادقا وثابتا، خاصة عندما تتوفر فيها البيئة الآمنة التي تساعد على ظهور المواهب ويظهر ذلك واضحا في الأسرة التي تتعامل مع أبنائها على أساس تقبل الاختلافات ولا تنظر إلى القصور أو الاضطراب بالإضافة إلى توفر المستوى الاقتصادي والثقافي والتعليمي المناسب لظهور المواهب المختلفة.
كما ركزت الدكتورة على نقاط مهمة يجب الاهتمام بها تجاه الموهوب من ذوي اضطراب طيف التوحد مثل التعلم والقراءة في موضوع المواهب وخصائص النمو لدى أطفال اضطراب طيف التوحد والبحث والقراءة بكل ما هو جديد باضطراب طيف التوحد والخوض في حوارات ونقاشات مع الأسر وتشجيع الطفل على الاستقلالية والخيال والتواصل مع المؤسسات المجتمعية التي تهتم بهذا المجال.مشيرة إلى التحديات التي تنبع من الموهوبين من اضطراب طيف التوحد نفسه تكمن في النمو غير المتزامن والذكاء العالي والاهتمامات المكثفة وشدة الحساسية تجاه الأنظمة وصعوبة التواصل والرد بالطرق المناسبة.
دعت العجمية إلى ضرورة إعداد مقاييس لذوي اضطراب طيف التوحد الموهوبين، والتركيز على تطوير خطة الطفل بناء على مؤشر الموهبة لديه والدعم الأسري وتوعية المؤسسات التعليمية، والتركيز على الأبحاث على هذه الفئة وبالإضافة إلى التعريف بالموهوبين ذوي اضطراب طيف التوحد وخصائصهم وتحديد دور الأسرة في تعليم الموهوبين من تلك الفئة مع إعداد برامج إثرائية قائمة على نقاط القوة ومكامن الاهتمام لدى أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.