تعتبر صلالة عاصمة محافظة ظفار وأكبر مدنها، ويبلغ عدد قاطنيها 180 ألف نسمة، وتبتعد عن العاصمة مسقط بنحو ألف كيلومتر و واحدة من أبرز الوجهات السياحية التي تجذب مئات الآلاف من السائحين خلال السنوات الأخيرة، لما تقدمه من طبيعة خضراء ساحرة، وطقس مثالي.
وتعيش مدينة صلالة في جو بارد يقل عن 15 درجة مئوية، في الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة في مدن الخليج، وتصل إلى ما يزيد على 40 درجة مئوية، مما يجعلها مدينة جاذبة للسكان المحليين، وللسياح القادمين من المدن الخليجية.
وتتمتع مدينة صلالة بجاذبية كبيرة خاصة خلال موسم الخريف، وخلاله تتميز بمناخها الرطب وطبيعتها الخضراء، حيث الحياة البرية الغنية الفريدة، التي تضم مجموعة من النباتات الطبيعية وأشجار اللبان والموز ومزارع الفاكهة وأشجار جوز الهند.
وفي فصل الخريف يقوم الكثير من سكان محافظة ظفار، التي تتبعها صلالة، بنصب خيامهم في سهلي صحلنوت وأتين، وهو تقليد قديم لأهالي المحافظة في هذا الموسم.
ولعشاق الرياضة والمغامرة النصيب الأكبر من الأنشطة السياحية التي تقدمها المحافظة لضيوفها من تسلق الجبال، وركوب الأمواج، واستكشاف الكهوف، ومراقبة الطيور، وسباقات الهجن.
طبيعة خلابة
وتمتاز صلالة بالمقومات الطبيعية الخلابة التي تضفي عليها طابعا جماليا ساحرا، وتجعلها مقصدا مهما لمحبي عيون المياه الجارية والشلالات والنوافير الطبيعية والكهوف القديمة التي تعود لمئات السنين.
إضافة إلى مشاهد الشلالات والسهول والمراعي الخضراء التي تضم آلاف الرؤوس من الإبل، وهي تختلف كليا عن مشاهد صحراء الربع الخالي وصحاري دول الخليج التي تبعد عنها عشرات الكيلومترات.
وتشتهر صلالة بالعيون المائية خاصة في جبل دربات التي تنهمر فيها الشلالات من ارتفاعات تمتد لعشرات الأمتار، إضافة لعين صلحنوت، وعين جرزيز، وهي أقدم العيون المائية في محافظة ظفار.
وبجانب العيون الجارية تتميز صلالة بالشواطئ الفريدة، من أبرزها شاطئ المغسيل الذي ينفرد بمياهه الزرقاء المائلة للأخضر الفيروزي، ورماله البيضاء التي تظللها أشجار النخيل، إضافة إلى مجموعة من النوافير الطبيعية، إذ تندفع المياه من باطن الأرض في مشهد خلاب، يجذب آلاف السائحين يوميا.
وتمتاز الكهوف في صلالة بأنها الأكبر والأجمل في منطقة الخليج، ومنها كهف المرنيف الذي يقع قرب شاطئ المغسيل، وكهف طيق أحد أكبر الكهوف بسلطنة عمان، ويمتاز بطبيعته الجغرافية وتكويناته الصخرية النادرة.
شواهد تاريخية
وتضم مدينة صلالة عددا من الحصون التاريخية التي تعتبر شواهد تاريخية على حضارة المنطقة، ومنها حصن مرباط وحصن سدح وحصن طاقة.
كما يوجد في صلالة مجموعة من المعالم البارزة، منها متحف أرض اللبان الذي يعد الأشهر في سلطنة عمان، ويقع في منطقة البليد الأثرية، وينقسم المتحف إلى قسمين، الأول يضم مقتنيات تصور الحياة البحرية في عمان، أما القسم الثاني فيتناول تاريخ عمان القديم والحديث.
أما قرية سمهرم التراثية، فتعد من أهم وأشهر المناطق الأثرية، وهي عبارة عن ميناء قديم يتجاوز عمره آلاف السنين، وتضم القرية متحفا صغيرا يعرض أفلاما وثائقية تصور الحياة في سلطنة عمان.
وتعد المزارات الدينية في صلالة من أهم عناصر الجذب السياحي، وتحمل دلالة على التاريخ العتيق لصلالة، ومنها مقام النبي أيوب الذي يقع على جبل إتين، مطلا على مناظر طبيعية خلابة، إضافة لضريح عمران، الذي يعد من أطول القبور في العالم حيث يمتد لحوالي 30 مترا، بجانب المساجد ذات الطابع العمراني المميز، وأهمها جامع السلطان قابوس الذي يعد أجمل وأكبر مسجد في محافظة ظفار ويضم أكبر ثريا في العالم.
ويحرص السائحون على زيارة وادي دوكة، وهو محمية طبيعية لأشجار اللبان التي يطلق عليها الأشجار المدللة والمسجلة في قائمة التراث العالمي، كونها من أهم مواقع إنتاج وتصدير اللبان.
تجارة اللبان
وتمتد كثافة أشجار اللبان بالوادي على مساحة واسعة، ويقدر عددها بأكثر من 5 آلاف شجرة لبان مزروعة وطبيعية.
وتشتهر المدينة بأسواق اللبان، حيث يعد اللبان الهدية الرئيسية التي يحرص السائحون على اقتنائها قبل مغادرتهم لصلالة.
وتعود تجارة اللبان إلى آلاف السنين، وهو ما سجلته جدران المعابد الفرعونية القديمة منذ رحلات حتشبسوت للأراضي العمانية، وتشير الدراسات والبحوث التي قام بها بعض الباحثين والعلماء إلى تاريخ المدينة القديم، وهو ما تدل عليه الآثار المختلفة من كتابات ونقوش
مهرجانات صلالة
وتستضيف صلالة مجموعة من المهرجانات على مدار العام، من أبرزها مهرجان خريف ظفار السياحي السنوي، الذي يحظى بشعبية بين الخليجيين والسياح الأجانب على مر السنين، فقد أصبح مهرجانا دوليا مقدما مجموعة من العروض الثقافية والفنية والرياضية والتراث والمسابقات وأنشطة التسوق.
أما مهرجان صلالة للمأكولات فيحظى بإقبال كبير من مختلف السائحين الذين يستمتعون باستكشاف أشهر الأطباق العمانية المميزة “.
وبجانب المقومات السياحية تمتلك صلالة مقومات اقتصادية كبرى، حيث تضم ثاني أكبر ميناء بحري للحاويات في الشرق الأوسط، ومراكز ومدن صناعية لخدمة ميناء صلالة الحيوي.
وتتنوع بمدينة صلالة الحرف والصناعات والفنون التقليدية كصناعة القوارب والفخار والصناعات الخشبية والجلدية.