أخبار

مؤتمر دولي في مسقط يبحث تعزيز مساعدة ضحايا حوادث الطيران وأسرهم

حرصت على استيفاء المتطلبات الدولية لضمان تطبيق أعلى معايير السلامة الجوية

عايشة الهاملي: تبادل الآراء والأفكار لتطوير المعايير والإرشادات لتحسين الاستجابة

يبحث مؤتمر “مساعدة ضحايا حوادث الطيران وأسرهم” الذي بدأت أعماله بمسقط اليوم تعزيز مساعدة ضحايا حوادث الطيران وأسرهم، وسلامة النقل الجوي، ومناقشة بروتوكولات الاستجابة للأزمات والأطر القانونية واستراتيجيات الاتصال، للوصول لأرقى الممارسات في تقديم مساعدة شاملة لجميع ضحايا حوادث الطائرات، وذلك بمشاركة 200 خبير ومتخصص بمجال سلامة الطيران والتحقيقات في حوادث الطائرات من مختلف دول العالم.

وقد انطلقت أعمال المؤتمر الذي تستضيفه سلطنة عمان ممثلة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي برعاية معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة، وبحضور معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وعدد من أصحاب السعادة، وبمشاركة ممثلي الدول الشقيقة والصديقة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

يهدف المؤتمر إلى التعريف بالمنظمات المحلية والدولية التي تخدم المسافرين عبر الطائرات، والتعريف بدور سلطنة عمان البارز في قطاع الطيران، ومناقشة معايير ومتطلبات منظمة الطيران المدني الدولي ومسؤولية الدول الأعضاء لاستيفائها حول التعامل مع ضحايا حوادث الطيران وأسرهم، ودور شركات الطيران المشغلة للطائرة التي نتجت عنها الحادثة، وكيفية التعامل مع أسر الضحايا والمفقودين بالحادثة.

تضمن المؤتمر كلمة ألقاها الكابتن ماجد بن سيف البارحي، أكد فيها أن سلطنة عمان حرصت منذ توقيعها على اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي على استيفاء التوصيات والمتطلبات الدولية لضمان تطبيق أعلى معايير السلامة الجوية للمساهمة في تطور وازدهار قطاع الطيران على المستوى المحلي والدولي.

وقال: “نظرًا لاستيفاء سلطنة عمان لمتطلبات منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) فيما يخص اللوائح والإجراءات المنظمة لخطة مساعدة ضحايا حوادث الطائرات وأسرهم، وبهدف تبادل الخبرات بين الدول الأعضاء بالمنظمة وللاستفادة من تجربتها في هذا المجال، أوصت المنظمة الدولية أن تستضيف سلطنة عمان لهذا المؤتمر الدولي”.

من جانبها، أكدت الكابتن عائشة الهاملي رئيسة لجنة آلية التنسيق الاقليمية للتحقيق في حوادث ووقائع الطائرات لدول الشرق الاوسط وشمال إفريقيا على أن المؤتمر يناقش واحد من أهم موضوعات سلامة النقل الجوي متمثلًا بتقديم الدعم والرعاية لأولئك الذين تأثروا بحوادث الطائرات من ضحايا وعائلات.

وأشارت الهاملي إلى عدد من الحوادث المؤلمة بمجال الطيران منها حادث الطائرة الفرنسية الرحلة ٤٤٧ في عام ٢٠٠٩، وحادث الطائرة الماليزية الرحلة ٣٧٠ في عام ٢٠١٤، مؤكدة أن تلك الحوادث تشكل إنذارًا قاسيًا عن التحديات التي واجهت عائلات الضحايا في تلقي الدعم والمساعدة والمعلومات في الوقت المناسب والكافي، واستجابةً لهذه التحديات والمآسي، أدركت منظمة الطيران المدني الدولي الحاجة إلى التكيف، والتعامل مع هذه القضية بشمول، ضمن إطار المعايير الدولية والأدلة الاسترشادية، ومنذ ذلك الحين، أصبحت مؤتمرات “مساعدة ضحايا حوادث الطائرات وعائلاتهم” منبرًا للمعنيين من قطاع الطيران المدني بما فيها شركات النقل، والمطارات، والجهات الحكومية وشبه الحكومية، والمنظمات الدولية، والجمعيات المعنية بدعم الضحايا؛ لكي تتعاون كافة الجهات، وتتبادل الآراء والأفكار بُغية تطوير المعايير والإرشادات لتحسين الاستجابة للحوادث الجوية، وتقديم ما هو أفضل من رعاية للضحايا وعائلاته، وفي أسرع وقت ممكن.

وبيّنت الهاملية “أن المؤتمر يأتي لتعزيز الحوار وتبادل الآراء وتطوير الاستراتيجيات، وتأطير مسؤولية مشتركة لوضع منظومة فعالة لمنطقتنا تمكننا من الاستجابة بفعالية وممارسة أفضل السبل للتعامل مع الناس في أعقاب مثل هذه الأحداث المأساوية”.

وأكدت رئيسة لجنة آلية التنسيق الاقليمية للتحقيق في حوادث ووقائع الطائرات لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن تأثير الحادث الجوي قد يتجاوز الجانب الجسدي للمتضررين، وأن تأثيراته السلبية على جودة الحياة قد تتعدى إلى الجوانب النفسية للفرد والمجتمع، ولذلك، يجب أن تشمل جهود الرعاية والتعاطف طويلة الأمد للمتأثرين.

وقد شهد المؤتمر مشاركة واسعة من القطاعين العام والخاص وخبراء في مجال سلامة الطيران تم فيها مناقشة عدة محاور رئيسية بمجال معايير ومتطلبات منظمة الطيران المدني الدولي ومسؤولية الدول الأعضاء خلال الحوادث الجوية، بالإضافة إلى دور شركات الطيران المشغلة للطائرة التي نتجت عنها الحادثة، ودور المطارات التي وقعت فيها الحادثة، ودور هيئات التحقيق في توضيح وإفادة الأسر عن سير مجريات التحقيق، ومهام وأدوار المؤسسات المعنية في سبيل التعرف على الضحايا والمصابين، وكيفية التعامل مع أسر الضحايا والمفقودين بالحادثة.

ويبحث المشاركون في المؤتمر اليوم عددًا من الموضوعات بينها دور سلطنة عمان في تأسيس وتنسيق الموارد الوطنية لمساعدة ضحايا حوادث الطائرات وأسرهم امتثالًا لمتطلبات منظمة الطيران المدني الدولي، إضافة إلى مناقشة الخبرات والتحديات من وجهة نظر المركز الوطني لسلامة النقل بالمملكة العربية السعودية، وبحث تعزيز مساعدة الأسر في كوارث الطائرات في الإمارات العربية المتحدة.

 

إغلاق