أخبار
محافظة ظفار تبحث أفضل الممارسات لتعزيز الشراكة المجتمعية في التعليم
انطلقت اليوم بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه أعمال ملتقى “ظفار والنعم” تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار وبمشاركة مجالس أولياء الأمور ومديري المدارس.
ويهدف الملتقى الذي يأتي استكمالا لجهود ندوة مجالس أولياء الأمور، التي نظمتها وزارة التربية والتعليم في مايو ۲۰۲۳م. لتمكين مجالس أولياء الأمور بالمدارس من أجل الوصول إلى أفضل الممارسات لتفعيل أدوارهم وتحقيق التكامل بينهما وبين المجتمع المدرسي باعتباره محورا أساسيا في العملية التعليمية، بالإضافة إلى تحقيق مبدأ الشراكة المجتمعية في التعليم والمسؤولية المجتمعية نحو تربية الناشئة والشباب، وتفعيل أدوار مجالس أولياء الأمور باعتبارها الجهة المسؤولة عن تجسير العلاقة بين المجتمع بمؤسساته المختلفة والمؤسسات التعليمية.
وقالت الدكتورة منى سالم جعبوب ممثلة مجالس أولياء الأمور: إن قضية الأجيال الآن ليست قضية تعليم أو تدريب أو سوق عمل أو محركات أومؤشرات اقتصادية أو تقنية أوعولمة بل هي قضية تربية في المقام الأول، فالتربية السليمة هي التي تنشأ المفاهيم وتشكل الإنسان السوي المتزن الذي يصنع الفرص.
وأضافت: وضع القائمون نصب أعينهم هدفين أساسيين هما: تعزيز دور مجالس أولياء الأمور لتحقيق شراكة تربوية مستدامة بين مؤسسات المجتمع، والهدف الآخر جعل هذه الشراكة فعالة و مستدامة، ولذلك علينا جميعا أن نعمق هذه الشراكة وهذا التعاون وأن نعمل على وضع آلية عمل للرقي بالوطن، ولنقدم أنموذجا ناجحا يحتذى به في سائر محافظات عماننا الحبيبة.
وتناول الملتقى خلال جلسته الأولى محور الشراكة بين المؤسسات التعليمية والإعلامية في تعزيز سلوكيات الطلبة ودور الأسرة، شاركت فيها الدكتورة ريا بنت سالم المنذرية رئيسة قسم المناهج والتدريس بجامعة السلطان قابوس، ومحمد بن عبدالله المهري أخصائي دراسات ومتابعة من المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار.
وقالت المنذرية: إن مفهوم التعليم ليس مجرد تلقين معلومات، وعلينا تغيير هذا المفهوم لدى الطالب والمعلم كذلك بل التعليم هو السعي للتغيير للأفضل والتعامل مع الطالب أنه ثروة إنسانية وطنية وأن القيم والمعارف والمهارات قيمة أسوة بالمعلومات والدور الحقيقي للمعلم هو أن يغرس القيم والمعارف مع تقديم المعلومة وتنمية المهارات وأن نعمل على تعزيز القيم الأخلاقية لديه وتوجيهه التوجيه الصحيح في كيفية تفاعله مع المستجدات من حوله وأهمية التجدد المعرفي والرؤى من خلال المناهج وتطويرها.
وأضافت: إن الطموح المرتجى من الطالب يجب ألا المحصل المعرفي فقط بل أن يكون هذا الطالب قيمة مضافة في مجتمعه وفي تفكيره الناقد الموضوعي.
وأشارت المنذرية إلى أبرز التحديات التي تواجه التعليم على مستوى الطالب ولخصتها في تراجع الشعور بالأمان التفكيري والنفسي، وكثرة المشتتات، وفتور دافعية التعلم لدى الطالب وأوضحت أن عملية التربية للأبناء اليوم لم تعد للأسرة وحدها بل أصبح يشاركها في هذا الدور المسجد، والمدرسة، والصحبة، والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من العوامل.
وقال محمد بن عبدالله المهري: تمثل وسائل الإعلام مصدرا مهما في بناء الأفكار والمعارف، فهي تقوم بوظيفة تثقيفية وتوجيهية وترفيهية، كما تقوم بنشر الوعي ودعم المعايير الاجتماعية المتعلقة بترشيح وغرس قيم المواطنة، كما تدعم القيم السائدة، وهي تعمد لخلق التواصل الاجتماعي ودعم الوحدة الوطنية والانتماء، ومن هنا تأتي أهمية الشراكة والتكامل بين الإعلام والتعليم.
وأوضح المهري أن الأدوار المشتركة بين الإعلام والمؤسسات التعليمية توسيع قاعدة المعرفة من خلال الوسائل الإعلامية و المحافظة على الهوية الوطنية و تعزيز الانتماء الوطني والهوية الثقافية والاجتماعية وبناء ثقافة الحوار والمناقشة من خلال مؤسسات التعليم ووسائل الإعلام، واستعرض عددا من الآليات المقترحة لتحسين التعاون بين المؤسسات الإعلامية والتعليمية منها شراكات استراتيجية حيث يمكن للمؤسسات الإعلامية والتعليمية تشكيل شراكات استراتيجية التبادل المعرفة والخبرات تتضمن هذه الشراكات تنظيم حلقات عمل مشتركة أو تبادل الموارد والمواد التعليمية، ويمكن للمؤسسات الإعلامية توفير المواد التعليمية المبتكرة والمحتوى التعليمي للمدارس والجامعات ويمكن أن تتضمن هذه المواد الفيديوهات التعليمية والمقالات والتقارير المتخصصة، وكذلك تشجيع البحث والدراسات المشتركة في مجالات متعددة يمكن أن تسهم هذه الدراسات في إنتاج المعرفة وتطوير الصناعات الإعلامية والتعليمية.
وتناولت الجلسة الثانية الشراكة بين المؤسسات التعليمية ومؤسسات التنمية الاجتماعية والمؤسسات الدينية في تحسين دور الأسرة واستقرارها في المجتمع تحدث فيها كل من عدنان بن مصطفى الفارسي مدير الأمانة الفنية للجنة الوطنية لشؤون الأسرة والشيخ عبدالله بن علي أسلم الشحري باحث شؤون إسلامية بالمديرية العامة للأوقاف والشؤون الدينية وغانم بن سالم المشيخي أخصائي دراسات ومتابعة أول بالمديرية العامة للتربية والتعليم.
وفي الجلسة الثالثة تناول المتحدثون محور المسؤولية المجتمعية نحو تحقيق الحماية الفكرية والإلكترونية للطلبة شارك فيها الدكتور علي ين سهيل تبوك أستاذ علم الاجتماع الرقمي بجامعة ظفار والدكتور حامد بن عبود جداد أستاذ مساعد بقسم علم الحاسوب بجامعة ظفار.
كما تضمن الملتقى ورقة عمل بعنوان فاعلية الشراكة المجتمعية في تعزيز الصحة النفسية والبدنية للطلبة قدمها الدكتور سامر محمد شلبي طبيب أخصائي باطنية بمركز الدهاريز الصحي، وقدم الدكتور علي سعيد عكعاك رئيس قيم التعليم المستمر بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية ورقة عمل بعنوان دور المسؤولية الاجتماعية لمؤسسات القطاع الخاص في دعم مجالس أولياء الأمور وتعزيز المشاريع التربوية.
ويستكمل الملتقى أعماله غدا من خلال حلقات عمل وبرامج تدريبية بتنظيم وإعداد جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة، تحت عنوان “التفكير الإبداعي” و”ريادة الأعمال في تنمية قادة المستقبل” ويختتم الملتقى أعماله بعد غدِ بحلقات تدريبية بعنوان “فن إدارة الاجتماعات” و “مهارة الاتصال الفعال”