أخبار
باحثون عمانيون يطوّرون تقنية جديدة لتشخيص وعلاج السرطان
تمكن باحثون بمركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان من تشغيل فحص جيني متقدم للكشف عن الطفرات الجينية المرتبطة بالسرطان، حيث يعد توفر الفحص داخل سلطنة عمان إنجازا مهما في المجال الطبي يسهم في تحديد العلاج الأكثر فعالية للمريض.
وقال الدكتور شعيب بن عبدالرحمن الزدجالي من مختبرات الأبحاث بالمركز: استطاع المركز ممثلا في قسم الأبحاث الكشف عن الشفرات الوراثية للاطلاع على مكونات الحمض النووي لكل خلايا الجسم، حيث قدم الباحثون المتخصصون اختبارا رائدا يقرأ المخطط الجيني، مما يوفر الأمل والابتكار في أبحاث تشخيص السرطان وعلاجه، مشيرا إلى أنه تم إدخال الفحص الجيني المستهدف في سبتمبر 2021، وحقق الفريق البحثي تقدما كبيرا من خلال تنفيذ فحص جيني يستهدف جينات السرطان على وجه التحديد، ويعمل هذا الفحص الآن بشكل كامل في مختبر علم الأمراض الجزيئي في مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان، وسوف يساعد في التشخيص الدقيق لمختلف أنواع السرطان.
وأضاف الدكتور شعيب الزدجالي أن تسلسل الإكسوم الكامل (WES) يعد الأول من نوعه في سلطنة عُمان، وقام باحثو المركز كذلك بخطوة أخرى متقدمة تتمثل في تقديم فحص تسلسل الإكسوم الكامل (WES)، وهذا يمثل إنجازا مهما في تاريخ الطب في سلطنة عمان، حيث تتضمن التقنية تحليلا شاملا للإكسوم، وهو جزء من الحمض النووي في الجسم يحمل تعليمات إنتاج البروتين ويؤدي دورا حيويا في صحتنا، موضحا أن هناك فرقا بين الفحص التناسلي والفحص الجسدي، ويتمثل في أن الفحص التناسلي واضح ومباشر، فهو يحلل الحمض النووي من الدم الكامل للكشف عن الاختلافات الجينية الموروثة، في حين يتعمق الفحص الجسدي في الحمض النووي للخلايا السرطانية من عينات الأنسجة، ويحدد الطفرات التي تحدث خلال حياة المرء.
مشيرا إلى أن هناك فوائد لتسلسل الإكسوم الكامل على الفحص الجيني المستهدف، حيث يبحث الفحص الجيني المستهدف عن تغييرات جينية محددة معروفة بارتباطها بالسرطان، في حين يقدم فحص تسلسل الإكسوم الكامل (WES) رؤية أوسع من خلال فحص آلاف الجينات في وقت واحد، ويمكن لهذا التحليل الشامل أن يكشف عن الطفرات الجينية المعروفة، بالإضافة إلى طفرات جديدة، مما يؤدي إلى استراتيجيات علاج أكثر تخصيصا وفعالية، مؤكدا على أن تسلسل الإكسوم الكامل الجسدي يمثل تحديا أكبر مقارنة بـالفحص التناسلي، وذلك بسبب الطبيعة المعقدة للحمض النووي للورم، والذي يمكن مزجه مع الخلايا السليمة ويحتوي على العديد من الطفرات، وعلى الرغم من هذه الصعوبات، فإن باحثي المركز يظهرون تمكنا عاليا في هذه التفاصيل.
وأضاف: لقد قام فريق المركز بتطبيق فحص تسلسل الإكسوم الكامل التناسلي والجسدي على بحث جار من برنامج سريري محوري بعنوان “دراسة المؤشرات الحيوية الجزيئية التنبؤية للاستجابة للعلاج الكيميائي التمهيدي في سرطان المعدة المتقدم أو سرطان الموصل المعدي المريئي” من خلال مقارنة الاختلافات الجينية قبل العلاج وبعده، ويهدف باحثو المركز إلى تحديد المؤشرات الحيوية التي تتنبأ باستجابة أفضل للعلاج الكيميائي، ويعد التحليل المستمر لهذه النتائج بالحصول على رؤى لا تقدر بثمن يمكن أن تحدث ثورة في كيفية تعاملنا مع علاج السرطان.