أخبار

تباين الآراء حول كفاءة “التعليم عن بعد” في الظروف الاستثنائية

في الظروف الاستثنائية الراهنة، حيث تتأثر معظم محافظات سلطنة عمان بالحالة الجوية، اعتمدت المؤسسات التعليمية تعليق الدراسة الحضورية ونظام التعليم عن بعد في المدارس والجامعات والكليات، ورغم التحديات التي قد تواجه تطبيق هذا النظام اتفقت الآراء في استطلاع أجرته “عمان” على أن سلامة الطلبة أولوية قصوى في الحالات الطارئة التي تتطلب تعليق الدراسة، وتفاوتت الآراء حول كفاءة نظام الدراسة عن بعد ونجاحه سواء في التعليم المدرسي أو الجامعي، حيث يعتمد ذلك -وفق مختصين وأولياء أمور وطلبة- على مدى جودة شبكات الإنترنت وشمولية تغطيتها وتوفر الأجهزة اللوحية بين يدي الطلبة.

وقال سعادة جمال العبري، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي والابتكار بمجلس الشورى إن التعليم عن بعد بديل مهم في ضوء توفر الشبكات في مختلف المحافظات أثناء الأنواء المناخية الاستثنائية كالمنخفض الذي يؤثر حاليا على محافظات عدة، حيث اعتمدت العديد من المدارس الحكومية بناء على تعليمات وزارة التربية والتعليم الدراسة عن بعد نتيجة تعطيل المدارس بسبب الحالة الجوية.

وأشار العبري إلى أن التعليم عن بعد يمثل أحد الممكنات المهمة لتعزيز مهارات الطلبة وتعلم استخدام التقنية والبحث وهو ما يتوافق مع تطورات العملية التعليمية، لافتا إلى أن تكيف المدارس الحكومية مع الكوارث الطبيعية مهم لتجنب عدم تكرار الخسائر البشرية في مثل هذه الظروف.

وقال الدكتور خالد بن سالم العبري، نائب مساعد الرئيس للشؤون الأكاديمية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط: تُعد الدراسة عن بُعد خيارا وأداة من أدوات إدارة المخاطر المهمة للطلاب خلال الحالات الجوية السيئة أو الظروف الطارئة الأخرى التي قد تمنعهم من الذهاب إلى الجامعة، حيث توفر فرصة للطلاب للحفاظ على استمرارية تعلمهم والبقاء على اتصال بالمنهج الدراسي وتحقيق مخرجات التعلم رغم عدم وجود القدرة على الحضور الشخصي.

وأشار إلى أن التعليم عن بُعد وسيلة فعّالة لتفعيل مهارات الطلاب في استخدام التقنية، حيث يشجّع الطلاب على تطوير مهارات التعلم الذاتي والبحث الذاتي على سبيل المثال تعلم واستخدام أدوات حديثة في الحواسيب، والتعمق في تصفح الإنترنت، والتعامل مع البرامج المكتبية، وتحرير الملفات الرقمية، وغيرها من المهارات الأساسية في مجال التكنولوجيا التي تتطلب الوصول إلى مصادر المعرفة عبر الإنترنت، والقدرة على البحث عن المعلومات بشكل فعّال، لافتا إلى تفاوت درجة التفاعل لدى الطلاب أثناء الدراسة عن بُعد بناءً على عدة عوامل، منها طبيعة وجودة المحتوى التعليم، حيث تؤثر جودة المحتوى التعليمي على مدى تفاعل الطلاب، فعندما يكون المحتوى مثيرًا وشيقًا فإن الطلاب يكونوا أكثر استعدادًا للمشاركة والتفاعل، كذلك طرق التدريس والتواصل التفاعلي بين المعلم والطلاب على مدى مشاركتهم وتفاعلهم خلال الدراسة عن بُعد.

وأكد الدكتور خالد أن الدروس التي تشجع على النقاش والأنشطة التفاعلية غالبًا ما تحفز الطلاب على المشاركة بشكل أكبر؛ فهناك العديد من الأدوات التقنية التي تم استخدامها سهّلت تفاعل الطلاب مع المحتوى التعليمي وعززت من تجربتهم التعليمية عن بعد منها الأدوات التفاعلية مثل نيربود وكاهوت وبرامج الذكاء الاصطناعي المختلفة التي تساعد في إنشاء تجارب تعليمية تفاعلية وشيقة للطلاب عبر الإنترنت.

وقال سليمان بن عامر الحبسي، الطالب بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط: أصبحت الدراسة عن بعد ذات أهمية كبيرة خلال الحالات الجوية الاستثنائية مثل المنخفضات الجوية أو الأعاصير أو حالات الطوارئ الأخرى التي يصعب على الطلبة خلالها الذهاب والوصول إلى الصرح التعليمي بشكل آمن، وهذا يجعل الدراسة عن بعد بديلا مثاليا لضمان الاستمرار في التعلم وعدم إلغاء المحاضرات، بالإضافة إلى ذلك توفر الدراسة عن بعد مرونة أكبر للطلبة والمعلمين أو المحاضرين في متابعة جداولهم والخطط الدراسية، ويمكن للطلبة حضور المحاضرات من المنزل وأماكن آمنة ومريحة بعيدا عن الخطر، ودون التأثير السلبي للظروف الجوية السيئة، وأرى أن فعالية الدراسة عن بعد أثناء الحالات الجوية الاستثنائية تعتمد على عدة عوامل منها مدى تأثر المناطق بالأضرار المترتبة على الحالة الجوية؛ أي مدى تأثر البنية الأساسية ومدى قدرة الطلبة على الاتصال بالإنترنت من المنزل وأيضا حالة المنزل والبيئة المحيطة بالطالب، وقد يشكل التأثر النفسي بالأضرار الناتجة من الأمطار والحالة المدارية عاملا مهما في قابلية وقدرة الطالب على الحضور والتركيز أثناء حضور المحاضرة عن بعد، كما يعد عدم توفر الأجهزة المناسبة والتقنيات لمواكبة الدراسة عن بعد من التحديات الواردة التي قد تؤثر على الحضور لا سيما المناطق شديدة التأثر التي قد تصل إلى تلف الأجهزة بسبب ارتفاع منسوب المياه وغرق المنازل مما يؤدي إلى ضياع الممتلكات والأجهزة الإلكترونية.

وأشار إلى أن جودة الشبكة تمثل تحديا للدراسة عن بعد بالنسبة للطلبة كانقطاع الاتصال بالإنترنت؛ ففي بعض المناطق قد تكون الشبكة غير متوفرة أو تواجه مشاكل تقنية تؤدي إلى انقطاع الاتصال بالإنترنت، مما يصعب على الطلبة متابعة الدروس باستمرار خلال الدرس، إضافة إلى بطء الاتصال حتى في الحالات التي يكون هناك اتصال، فقد يواجه الطلبة مشكلة في سرعة الاتصال بالإنترنت، مما يؤثر على جودة الصورة والصوت والتفاعل مع الدرس والمحاضر، وكذلك من التحديات تكاليف الاتصال إذ قد تكون تكاليف باقات الإنترنت عالية الثمن بالنسبة لبعض الطلبة وأسرهم، مما يجعل الوصول إلى الدروس عبر الإنترنت أمرا مكلفا، ومن التحديات عدم توفر الأجهزة المناسبة إذ بعض الطلبة قد لا يكون لديهم جهاز الحاسوب أو الهاتف الذكي اللازم لاستخدام منصات التعلم عن بعد ويصعب عليهم الوصول إلى الدروس عبر الإنترنت، مما يزيد من صعوبة متابعة الدراسة عن بعد، وعلى الرغم من هذه التحديات والصعوبات الفنية والتقنية، يمكن اتخاذ إجراءات للتغلب عليها والحد من تأثيرها، مثل توفير الأجهزة للطلبة ذوي الاحتياجات.

مشكلات تقنية

وقالت فاطمة بنت علي الحوسنية “ولية أمر”: تطبيق الدراسة عن بعد بشكل مفاجئ أمر يصعب على بعض أولياء الأمور من حيث توفير الأجهزة لأبنائهم الطلبة خصوصا إذا كان لدى الأسرة أكثر من طفلين ولا يتوفر في البيت غير جهاز واحد وهذا يعني بأن يضحي أحد الطلبة بحصصه الدراسية، ناهيك عن ضعف الشبكة للدخول على روابط الحصص المدرسية، لذا أقترح أن يكون هناك نظام موحد لجميع المدارس الحكومية بأن يكون لكل طالب اسم ورقم سري لسهولة الدخول إلى المنصة التعليمية تجبنا للعوائق أو المشاكل التقنية.

وقالت خولة بنت سعيد الحسنية “ولية أمر”: التزم أبنائي بمواصلة دراستهم عن بعد رغم الظروف الصعبة وقد مر اليوم الأول للدراسة بخير إذ تلقى أبنائي دروسهم وواجباتهم من قبل الأساتذة، إلا أن المشكلة تكمن أحيانا في صعوبة الدخول في البرنامج.

وقال الطالب هيثم بن ناصر الحارثي، طالب في الصف الحادي عشر: للأسف كانت هناك مشكلات في الشبكة وعدم مقدرة بعض الطلبة على الدخول للدراسة عن بعد؛ بسبب أن النظام يستوعب تقريبا 100 طالب في مدرسة يبلغ عدد طلبتها في الصف الحادي عشر 350 طالبا، وكلما أحاول الدخول في النظام يظهر لي أنه ممتلئ، وأيضا المشكلة الأخرى عدم وجود بعض الأساتذة في النظام رغم التزام الطلبة.

أما الطالبة مريم خالد الخروصية فتقول: تلقيت جميع الحصص عن بعد ولكن اضطرت الكثير من الطالبات للتغيب بسبب عدم استيعاب الحصة أكثر من مائة طالبة.

وشاركها الرأي إلياس بن ماجد العامري حيث قال: تغيب كثير من الطلبة، فمن بين 24 طالبا كان الحضور خمسة إلى ستة طلبة فقط.

 

إغلاق