الصناعه
الصناعة
القطاع الصناعي هو حجر الزاوية في السلطنة على المدى الطويل استراتيجية للتنمية (1996-2020) لتنويع مصادر الدخل القومي وتقليل الاعتماد على النفط، بل هي أيضا قادرة على مساعدة لمواجهة سلطنة عمان التنمية الاجتماعية احتياجات وتوليد أكبر القيمة المضافة للموارد الوطنية من خلال معالجتها في المنتجات المصنعة.
السابع خطة التنمية الخمسية يخلق الظروف المواتية لمناخ استثماري جاذب، وتوفير استراتيجية للقطاع الصناعي بهدف تطوير تكنولوجيا المعلومات والصناعات الاتصالات السلكية واللاسلكية. في واحة المعرفة مسقط تم تعيين معقدة وتوسعت، والشركات العمانية على تطوير قدراتهم التكنولوجية من خلال التعاون مع مختلف المؤسسات اليابانية والألمانية.
هناك الصناعة ق في صحار، صور وصلالة ونزوى والبريمي توفير الصناعات ذات الموارد للتوسع. توفير الغاز الطبيعي للمدن الصناعية في صحار وصلالة، تساعد على تعزيز التوسع في تلك الصناعات التي تعتمد على كميات كبيرة من الطاقة، ويعطي اعفاءات ضريبية كحافز لتشجيع توسع والتطور، مع القطاع الصناعي من المتوقع أن تساهم بنسبة 15% إلى الناتج المحلي الإجمالي في البلاد بحلول عام 2020.
الصناعات والحرف في عمان
حرص العمانيون عبر التاريخ على أن يستفيدوا من كافة الإمكانات الطبيعية التي حباها الله بها، والتي ميز الله بها أرضهم وبلادهم، سواء من ناحية الموقع الجغرافي أو الثروة المائية أو المعدنية أو غير هذا وذاك، فلم يقتصر نشاطهم على الزراعة والتجارة، وإنما شمل الصناعة أيضا، فشهدت أرضهم قيام صناعات عديدة، تدل كلها على مهارة الإنسان العماني وقدرته على تسخير موارد الطبيعة لصالحه ومنفعته. اختلف العمانيون عن الخلفية البدوية التي سادت الأقاليم الصحراوية آنذاك، فبينما كره البدو العمل اليدوي إذا بالإنسان العماني الذي يمثل المجتمع الحضري المستقر، يعبر عن مهاراته المتنوعة في إستغلال خيرات البيئة التي حباه الله بها، بعضها قام على أساس ما في باطن الأرض من ثروات معدنية، والبعض الآخر على أساس ما تفيض به بيئته من إنتاج زراعي، هذا في حين يمثل القسم الثالث صناعات إرتبطت بالنشاط البحري.
الصناعات المعدنية
نبغ العمانيون في الصناعات المعدنية منذ القدم، وبصفة خاصة في صناعة النحاس والحديد والفضة،
النحاس
وقد إشتهرت عمان بالنحاس منذ أقدم العصور، حتى عرفت أرضها بأرض النحاس. وترجح الدراسات الحديثة أن عمان هي المقصودة بإسم ماجان الذي أطلقه السومريون القدامى على البلاد التي يجلبون منها النحاس. كما أثبتت البحوث الحديثة التي أجريت في عمان أن النحاس كان ينتج على نطاق واسع في عمان منذ أربعة آلاف سنة. واستمر إنتاج النحاس على نطاق واسع في العصور الإسلامية، بدليل أن مخلفات الخبث الناتجة عن صهر النحاس، والتي أكتشفت بكميات ضخمة في جبال عمان، وتشتهر المصنوعات النحاسية العمانية بدقة صناعتها وجمال أشكالها وتناسق أجزآئها، وقد استخدم النحاس في صناعة كثير من الأدوات، وخاصة المنزلية، كالمباخر والطشوت والأباريق والدلات (أباريق القهوة) وغيرها.
الصناعات الحديدية
للحديد أهمية كبيرة للإنسان في السلم والحرب سواء، ولم تكن الصناعات الحديدية أقل شأنا في عمان، فقد إشتهرت عمان بصناعة السفن، فإن الأدوات المستخدمة في تلك الصناعة- والتي إستخدمها النجارون في قطع الأخشاب وغيرها- كانت من الحديد، وكذلك الأدوات الزراعية التي إستخدمها المزارعون في إعداد الأرض وريها، صنعت من الحديد. ودخل الحديد في المنشآت والعمائر، فكانت منه النوافذ والأبواب، فضلا عن كثير من أدوات الاستعمال المنزلية واليومية، وبخاصة المقادح التي أستعملت في قدح الحجر وإشعال النار، يضاف إلى ذلك استخدام الحديد في صناعة كثير من معدات الحرب مثل الدروع المصفحة والسيوف والرماح. وكان صهر الحديد لتشكيله يتم في الكور، وهو مجمرة الحداد التي توقد فيها النار، وينفخ فيها بالملهاب (المنفاخ).
صناعة الفضة
صناعة الفضة من أقدم الصناعات وأجملها التي إشتهرت بها عمان. فمن الفضة صنعت أجمل الأدوات والأسلحة فضلا عن الخناجر ومقابض السيوف، والمباخر والأباريق، وأدوات الزينة والقلائد والأساور والخلاخل والخواتم والمكاحل. واستخدمت الفضة في تغليف الصناديق والعلب التي أستعملت في حفظ النقود والحلي وأحيانا في تغليف المصاحف.
وقد اشتهرت ظفار المنطقة الجنوبية من عمان بصناعة الفضيات من الجواهر والحلي، وتختلف صناعة الفضيات في ظفار عن غيرها من مناطق عمان من حيث التصميم والشكل ، وهي في أشكالها أقرب إلى الحلى يمنية الصنع، ففي المنطقة الجنوبية يدخل الخرز الملون في صناعة الحلي بشكل كبير، ومن أكثر الخرز الملون استخدامًا الخرز القرمزي والاخضر أو المرجاني، بالإضافة إلى الخرز المصنوع من البلاستيك. إن كثرة وجود الخرز المستخدم في تلك الحلي يؤكد على تأثر الصناعة الفضية في جنوب عمان بحلي إفريقية الشرقية، ومن المحتمل أنهل قد انتقلت إلى المنطقة العمانية الجنوبية عن طريق موجات الهجرات الزنجية من زنجبار، ومما يثير الاهتمام في هذا الجانب تشابه تلك الحلي في تصميمها مع الحلى الهندية في القرن التاسع عشر.
ومن أبرز الحلي الفضية التي تشتهر بها منطقة ظفار السلاسل السميكة ذات الوصلات الدقيقة المعقدة والمميزة، وهي التي تلبسها سيدات المنطقة الجنوبية حول أكتافهن وتحت سواعدهن وتسمى (المسنجد)، وتعبر آية فنية في غاية الجمال.
صناعة الغزل والنسيج
قامت صناعة الغزل والنسيج على أساس الإنتاج الحيواني والزراعي. وقد أشار ابن بطوطة الذي زار عمان في القرن الثامن الهجري-الرابع عشر للميلاد- إلى أن مدينة ظفار كانت مركزا هاما لصناعة الحرير والقطن والكتان. إشتهرت عمان بمراعيها التي إستوعبت أعدادا كبيرة من الأغنام والماعز، وهذه كانت تصنع من صوفها وشعرها الخيام والبسط والمفارش والمنسوجات. وقد شاركت المرأة العمانية بدور رئيسي في صناعة النسيج، سواء غسل الصوف ونفشه وتلوينه أو صناعته، واستخدمت في ذلك الأنوال اليدوية التقليدية.
صناعة المنسوجات القطنية
قامت صناعة المنسوجات القطنية على أساس محصول القطن، الذي عرفت عمان بزراعته منذ العصور القديمة. وكانت عملية غزله ثم نسجه تتم بواسطة مغازل وأنوال يدوية مصنوعة من الخشب، والغالب على هذه الصناعة أنها كانت منزلية. وفي العصور الإسلامية إشتهرت المنسوجات العمانية من القطن برقتها وجمالها، وثبات ألوانها وجودة صبغها، حتى أنها كانت تصدر إلى كثير من البلاد المجاورة وغير المجاورة. ومن أشهر هذه المراكز كانت صحار ونزوى.
صناعة الجلود
على أساس المراعي وتربية الحيوان، إزدهرت صناعة الجلود في عمان. وقد أكثر العمانيون من تربية الماعز، وبخاصة في السهول الساحلية، واستفادوا من شعرها وجلودها، فضلا عن لحومها وألبانها، وكانت الجلود تجفف وتدبغ بطريقة خاصة، ثم تستخدم في كثير من الصناعات، مثل القرب المستخدمة في حفظ الماء، والأحزمة، والنعال، والتروس، والدروع والخوذات، والسروج، وأكياس النقود.
صناعة الخوص والحصر والسلال
من الصناعات اليدوية الشهيرة التي إزدهرت بها عمان، صناعة الخوص والحصر والسلال. وكانت هذه الصناعات- مثل غيرها ـ وراثية، يتوارثها الخلف عن السلف، ويأخذها الابن عن أبيه، وكان الحصير يصنع من الرسل، وهو نبات بري يقطع من الوديان، ويغسل ويجفف، ثم يربط في شكل حزم، وعند تصنيعه يندى بالماء. أما السلال فتصنع من سعف النخيل، بعد وضعه في الماء مدة قصيرة لتليينه، ومن السعف كانت تصنع أيضا السلال والمراوح.
صناعة الفخار
صناعة الفخار كان لها شأن كبير في عمان منذ أقدم العصور، وهناك نماذج جميلة لأواني وقدور وجرار، ومجامر، ومباخر، كلها مصنوعة من الفخار، بعضها يرجع إلى ما قبل الإسلام، والبعض الآخر يرجع إلى العصور الإسلامية. وتثبت هذه الأواني أن عمان كانت دائما مركزا هاما للتجارة والعلاقات الحضارية بين دول المنطقة، إذ تظهر على تلك الأواني مؤثرات سومرية، وفارسية، وإفريقية واضحة.
صناعات أخرى
وأخيرا، فإن عمان عرفت في العصور الإسلامية صناعات أخرى صغيرة مثل صناعة شباك الصيد، والصناعات المرتبطة بالأصداف والمحار، وغيرهما مما يستخرج من البحر، ويتفق مع ظروف البيئة.
المصدر: ويكيبيديا